مناهج المرحلة الابتدائيةالصف الأولالصف الثالثالصف الثانيالصف الخامسالصف الرابعالصف السادسالمرحلة الابتدائية
تريند

هل أنظمة المدارس جاهزة لتطوير المهارات الاجتماعية لطلاب 2022؟

كتبه: أندرياس شلايكر

مدونة علمني اندرياس شلايكر مدير إدارة التعليم والمهارات بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) 

كتب اندرياس شلايكر

تشِّكل تجارب النجاح والفشل داخل الفصول مستقبل الأمم.  ومع ذلك، فإن استمرارية اتباع أنماط التعليم التقليدية ستؤدي فقط إلى إنتاج المزيد من نقاط القوة.والضعف ذاتها و انخفاض مهارات الطلاب. إن الطلاب اليوم يكبرون في ظل عالم واحد متصل بشكل كامل تهيمن عليه الوسائل الرقمية. وبالتالي فإنهم عندما يشقون طريقهم المهني، سيتعين عليهم مواجهة سوق عمل تسيطر عليه الوسائل الآلية الطاردة للعنصر البشري.

وعلى الرغم من ذلك، فستكون تلك التغييرات بالنسبة لمن يملكون المعرفة المناسبة والمهارات اللازمة بمثابة دوافع محفزة لإثارة عقولهم وإطلاق العنان لملكاتهم. بينما ستمثل تلك التغييرات بالنسبة لغير المؤهلين بصورة كافية كابوسًا مهنيًا. حيث قد يواجهون مستقبلاً محفوفًا بالمخاطر وعدم الأمان الوظيفي، بالإضافة إلى تهميش أدوارهم في سوق المجتمع تحديدًا والمجتمع ككل.

كما كتب اندرياس شلايكر أنه في مدارس اليوم، عادةً ما يتعلّم الطلاب بصورة فردية. وفي نهاية العام الدراسي، نقوم بالمصادقة على إنجازاتهم الفردية. ولكن كلما ازداد اعتماد العالم على بعضه، ازدادت الحاجة إلى أفراد يملكون مهارات التعاون والقيادة المتناغمة. ولذلك فقد أصبح من النادر الآن أن يكون الابتكار نتيجة عمل الأفراد بصورة منعزلة؛ فبدلاً من ذلك. يكون الابتكار نتيجة نجاحنا في اتباع وسائل وأنماط إيجابية وفعالة في نقل المعرفة، ومشاركتها ودمجها بصورة تكاملية.

نتيجة لذلك، تحتاج المدارس في وقتنا الحاضر أيضًا إلى تحسين قدراتها في إطار عملية تأهيل الطلاب للعيش والعمل في عالم يحتاج أغلب أفراده للتعاون مع أفراد آخرين من ثقافات مختلفة. بالإضافة إلى تفهّم واحترام تنوّع الأفكار والمناظير. وكل ذلك في إطار عالم يحتاج فيه الأفراد إلى الثقة في بعضهم البعض والتعاون مع الآخرين برغم تلك الاختلافات. وعادةً ما يتم ذلك من خلال تقليص الفواصل المكانية والزمنية عبر استخدام الوسائل التكنولوجية المتطورة .حيث قد أصبحنا نعيش الآن في إطار عالم تتأثر فيه حياة الأفراد بالقضايا العابرة للحدود الوطنية.

كتب اندرياس شلايكر يملك برنامج التقييم الدولي للطلاب (PISA) تاريخًا حافلاً في إطار تقييم مهارات حل المشكلات لدى الطلاب. فقد تم إجراء أول تقييم لمهارات حل المشكلات عبر المناهج الدراسية في عام 2003؛ وفي عام 2012، تم من خلال برنامج (PISA) تقييم المهارات الإبداعية في حل المشكلات. ويسمح الآن تطور تقنيات التقييم الرقمي للقائمين على برنامج (PISA) بإجراء أول تقييم دولي في العالم لمهارات حل المشكلات بصورة جماعية، والتي يتم تعريفها بأنها قدرة الطلاب على حل المشكلات من خلال تجميع معارفهم، ومهاراتهم وجهودهم في إطار مشترك مع زملائهم.

كما كتب اندرياس شلايك يمكننا أن نتوقع، فإن الطلاب الذين يتمتعون بمهارات أقوى في العلوم، أو القراءة أو الرياضيات يكونون أفضل أيضًا في حل المشكلات بصورة جماعية، نظرًا لأن عمليات إدارة وتفسير المعلومات والأسباب المعقدة دائمًا ما تكون مطلوبة لحل المشكلات. وعلى الرغم من ذلك، توجد بعض الدول التي يبلغ الطلاب فيها مستويات متقدمة في حل المشكلات بصورة تعاونية أعلى من المتوقع بالنظر إلى أدائهم في تقييمات برنامج (PISA) للعلوم، والقراءة والرياضيات. فعلى سبيل المثال، يُظهر الطلاب اليابانيون تقدمًا جيدًا جدًا في تلك المواد الدراسية، ولكنهم يُظهرون مستويات حتى أعلى من تلك في حل المشكلات بصورة جماعية.

وعلى العكس من ذلك، فقد أظهر طلاب المقاطعات الصينية الأربع التي شاركت في برنامج (PISA) مستويات متقدمة في الرياضيات والعلوم، ولكنهم أظهروا خلافًا لذلك مستويات متوسطة في حل المشكلات بصورة جماعية.

وإيجازًا لما سبق، يمكن القول بأنه بينما غياب المهارات الخاصة بالعلوم، والرياضيات والقراءة لا يقتضي ضمنًا وجود المهارات الاجتماعية والعاطفية، فإن المهارات الاجتماعية لا تعد ناتجًا ثانويًا تلقائيًا لعملية تطوير واكتساب المهارات الأكاديمية أيضًا.

يبدو أن هناك عوامل داخل بيئة الفصل تتعلق بتلك السلوكيات. فقد تضمن برنامج (PISA) سؤال الطلاب عن معدلات مشاركتهم في الأنشطة كثيفة التواصل. مثل شرح أفكارهم في حصص العلوم؛ أو قضاء الوقت في العمل لإجراء تجارب عملية.أو إجراء محاورات حول أسئلة علمية؛ أو المشاركة في مناقشات على مستوى الفصل عن عمليات البحث والتقصّي.

وقد أظهرت النتائج وجود علاقة واضحة بين تلك الأنشطة والسلوكيات الإيجابية تجاه التعاون. بشكل عام، فإن تقدير قيمة العلاقات والعمل الجماعي ينتشر بدرجة أكبر بين الطلاب الذين يشاركون في تلك الأنشطة بصورة متكررة. لذلك يجب على المعلمين القيام بالكثير من الجهود في إطار خلق مناخ يحفز الطلاب على التعاون.

وأخيرًا، فإن التعليم لا ينتهي عند بوابة المدرسة عندما يتعلق الأمر بمساعدة الطلاب على تطوير مهاراتهم الاجتماعية. فبالنسبة للبداية، يجب أن يضطّلع الآباء بدورهم. على سبيل المثال، يبلغ الطلاب مستويات أعلى في تقييم حل المشكلات بصورة جماعية ، عندما يسبق ذلك تحدثهم مع آبائهم خارج المدرسة في اليوم السابق لاختبار برنامج (PISA). وعندما يُظهر الآباء أيضًا اهتمامًا بالأنشطة المدرسية لأبنائهم، أو عندما يحفّزون أبناءهم على الثقة بأنفسهم بقدر أكبر.

خلاصة القول، أنه في إطار عالم يركز بشكل متزايد على المهارات الاجتماعية. يجب القيام بالمزيد من الجهود لتعزيز تلك المهارات بصورة أكثر نظامية عبر المناهج الدراسية بالمدارس. كما أن المهارات الأكاديمية القوية لن تؤدي بصورة تلقائية إلى تطوير واكتساب مهارات اجتماعية قوية. إن جزء من الإجابة قد يكمن في منح الطلاب سلطة أكبر للسيطرة، والتحكم في معطيات الوقت، والمكان، والمسار، والإيقاع وتفاعلات تجربة التعلّم.

بينما يكمن جزء آخر من الإجابة في تعزيز علاقات أكثر إيجابية داخل المدرسة . وتصميم بيئات تعلّم تهدف إلى تطوير وتنمية مهارات حل المشكلات بصورة جماعية لدى الطلاب. بالإضافة إلى غرس وتنمية سلوكيات التعاون لديهم. وختامًا، فإن جزء أخير من الإجابة موجود لدى الآباء والمجتمع ككل على النطاق الأوسع .حيث يسهم التعاون على مستوى مجتمع كامل في تطوير واكتساب مهارات أفضل لعيش حياة أفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com